"خطيب الثورة العرابية" ولقد لقب بحق "خطيب الشرق١ كما لقب "بخطيب الحزب الوطني".
كان من النافخين في ضرام الثورة العرابية، ولما تأججت جمراتها كان خطيبها الفذ وفارسها المعلم، وكان خلابا في خطابه غلابا في جدله قويا في برهانه، رائعا في بيانه، وقد أعانه على ذلك جرأة قلبه، وإقدام نفسه، وصفاء قريحته، وتوقد خاطره في الأدب، وتمكنه من الفصاحة، ومما يؤثر عن السيد جمال الدين الأفغاني"، أنه قال:
"ما رأيت طوي حياتي مثل النديم في توقد الذهن، وصفاء القريحة وشدة العارضة، ووضوح الدليل، ووضع الألفاظ وضعا محكما بإزاء معانيها إذا خطب أو كتب ... ".
ويصفه "السيد رشيد رضا" بأنه اشتهر من بين تلاميذ "جمال الدين" بخطابة التهييج في عهد الثورة العرابية، فكاد يسعر نارها.
ولم تك تصلح إلا له ... ولم يك يصلح إلا لها
فإنه ذو خلابة وغلو، ولا يهيج العامة إلا الغلو.
ويقول الأستاذ "أحمد سمير" مترجمه في صدر مختاراته المعروفة "بسلاقة النديم": ويعلم الله أني ما رأيت طول حياتي أخطب منه على كثرة من سمعت في الشرق والغرب من كبار الخطباء الذين تضرب ببلاغتهم، وقوة براهينهم الأمثال".
وكان "النديم" غزير مادة الفصاحة، فلا تنفد بتعدد الموقف ولا يلجئه تكرارها إلى إعادة قول أو فراغ معنى بل هو في آخر مواقفه الخطابية المتصلة كأولها قوة وفيضا وعذوبة، ولقد أقامت جمعية المقاصد الخيرية في فبراير ١٨٨٢ حفلا جامعا احتشد فيه خطباء مصر إذ ذاك، وجلجل فيه فحول البيان، وكان النديم صاحب الخطبة الأولى في هذا الحفل، وكان أسبق فحوله