للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: إنه لا يتأتى لشاعر أن يعارض قوله في هذه القصيدة:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد

فغضب المترجم وأمسك القلم، وأنشأ قصيدته الدالية التي يقول في أولها:

سيوف الثتا تصدا ومقولي الغمد ... ومن سار في نصري تكفله الحمد

إلى أن قال معارضًا ذلك البيت الذي ظنه المتعنت معجزًا:

ومن عجب الأيام شهم له حجا ... يعارضه غر ويفحمه وغد

ومن غرر الأخلاق أن تهدر الدما ... لتحفظ أعراض تكفلها المجد

وأردفهما بخمسة أبيات على شاكلتهما، يحدث الأستاذ "أحمد سمير" في "سلاقة النديم" أن طول الأيام ذهبت بها، وأنه بهذا الشعر أقحم المعارض، وأبلس ولم يدر كيف يقول.

كتابته:

كان النديم أحد الذين حرروا الكتابة من قيود السجع والصنعة، وجروا بها مجرى السهولة والتدفق، وقد كانت كتابته مطبوعة بطابع الوضوح والإشراق والتسلسل، وكانت صورة ناطقة تمثل المجتمع المصري، والحياة الفكرية في مصر وقد أعانه على ذلك صفاء نفسه من التعقيد، وسهولة منحاه وميله إلى الفكاهة والنكتة التي هي من جوانب الحياة المصرية.

وأغلب ما يتسم بهذا الطابع إنما هو كتابته الصحفية، فقد جاءت سهلة العبارة واضحة المعنى مسترسلة الأسلوب، فكان إذا كتب فإنما يرتجل الخطابة لسهولة منحاه، وتدفق كلامه وسهولة عباراته١.

على أن تعقيد التراكيب والتواء الغرض، وخشونة العبارة كل ذلك لا يلائم رسالته الصحفية، ولا يعنيه على معالجة الشئنون المختلفة التي كان يتناولها قلمه


١ شعراء مصر وبيئاتهم للعقاد ص٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>