وقتك وزهر إحسانك، وثمر دقتك الطيبة الشهية، إن تكلم بلسان فبيان من جنانه، وإن خط ببيان فإحسان من فرقانه، وإن انتسب فنعم النسب مع الحسب، ولا عجب فإلى العرب فن الأدب.
آباؤه الغر أهل الجود والكرم ... وكلهم غاية في الحلم والكلم
وكيف لا يكون لساني قوس البديع، وكلامي السهم السريع، وأنت باريه وراميه، أو كيف لا يكون مقامي الحصن المنيع، وقدري العزيز الرفيع، وأنت معليه وبانيه، فوجه جمال العلم أنت غرته، وإنسان عين الحلم أنت قرته، وحاليه وجاليه، وجبين العقل أنت طرته، وكتاب الفضل أنت صورته، وطالبه وتاليه.
على بابك العالي من الفضل راية ... على رأس أرباب المعارف تخفق
فعلمك جنات وحلمك جنة ... وظلت خيرات وغيثك مغدق
أرى غصن من يدعو إلى الفضل نفسه ... من الفضل عريانا وغصنك مورق
إذا رمت إنشاء فعن صدق فكرة ... تهادي بأبكار وغيرك يسرق
ثم أنهى لفضيلتك وحضرتك السنية، ما وصل إلي "فأوجب الشكر علي" ما دمت حيا، وهو سلامتك من تلك البلية، بمعرفة العربية، وقد وقع في الري من أدركه العي ولم يسع شيا، أدخله التقصير في جمع التكسير، فكنت في جمع السلامة تحية وكرامة إذ كنت نفيسا، وظهر ذراعه الكسير ظهور الضمير، ومذ رأى أولاده آلامه، وفهموا كلامه صاحوا بكيا، فقد أتى أهله فساءت دياره، إذ وهت رحله، وبانت يساره".
وكتب بعنوان "الجنون فنون" في صحيفة التنكيت والتبكيت"، فقال:
"جلس أحد المحتالين في قهوة، وأخذ يقرأ أكاذيب سماها قصة عنترة، فاجتمع إليه عدد كثير من الرعاع والهمج الذين ولعوا بسماع الأكاذيب