للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليل جدًّا بالنسبة للعارفين بفضلك، والذين إن غابت عنا أشباحهم فهم معنا بأرواحهم يشتركون في تحيتك، وتهنئتك بمركزك الجديد في نظارة المعارف.

حضرة الأستاذ: إن الفرح بترقيتك لم ينسنا الأسف على حرمان القضاء المصري من خدماتك له نحو ربع القرن، وأن لسان حال المتقاضين، وهم المحامون يعرفون لك هذه الخدمة السابقة التي أديتها بصبر، وذمة تليق بشأن القاضي الحكيم والعادل معا، وأحسن شيء مما يجب أن تعطر به هذه الحفلة، ويذكر لك عن لسان محام أنك كنت حريصا، وعادلا بالنسبة لقضائك بين المتخاصمين، فقد كنت فوق هذا، وأنت على منصة القضاء، وخارجها رقيق الحاشية عذب اللسان بشوش الوجه رحب الصدر.

حفني بك: إن كنت بين إخوانك، وبين جمهور المتقاضين معروفا بالعدل في قضائك، فقد كنت معروفًا ألف مرة عند الجميع، وبالأخص المحامين بالأدب والتهذيب؛ فلا غرو وهذه شمائلك أن يبقى أثر من الأسف على فراقك لمنصة القضاء، نشرت في المؤيد بتاريخ ٢٥ من شوال سنة ١٣٣٠هـ الموافق ٦ من أكتوبر سنة ١٩١٢م.

نموذج من دفاعه:

قطعة مما قاله في دفاعه عن الورداني قاتل بطرس باشا غالي:

"خدمت نحو الخمسة والعشرين عاما محاميا، ولم يخطر ببالي يوما أن أسأل، أو أقرأ سبب اختيار الرداء الأسود حلة رسمية للمحامي الذي يتشرف بالدفاع بين يدي القضاء، ولا سبب انتخاب اللون الأخضر للوسام الذي تزدان به صدور من عهد إليهم إصدار الأحكام النهائية، أما الآن وقد أبعدت عن قلبي هذه القضية كل راحة، وجعلتني مرآة لتلك القلوب المتفطرة كأم المتهم، وشقيقته وباقي أهله قلت: إن كل مختار هذه الألوان أراد باللون الأسود رمز الحداد

<<  <  ج: ص:  >  >>