والمصائب للمحامي الذي يمثل السقائم هو بالدفاع عنه، وباللون الأخضر الذي يتحلى به صدر القاضي الرمز إلى الطاووس ذي الريش الأخضر، وهو مثال ملائكة الرحمة، فنعم الاختيار.
إلى أن قال مخاطبا المتهم:"اذهب إلى لقاء الله الذي لا يرتبط إلا بعدالته المجردة عن الطروف والزمان والمكان، اذهب مودعا بالقلوب والعبرات اذهب فقد يكون في موتك بقضاء البشر عظة لأمتك أكثر من حياتك"، اذهب فإن قلوب العباد إذا ضاقت رحمتها عليك، فرحمة الله واسعة.
نموذج من كتابته:
كتب وهو في "بروكسل" إلى الشيخ "عبد الكريم سلمان" يعزيه في وفاة الشيخ "محمد عبده"، فكان ما قاله:
حضرة الأستاذ الشيخ عبد الكريم:
ماذا أكتب لك، والخطب إذا عظم يبلبل الخواطر، ويجرح القلب ويمسك اللسان عن الكلام، ثم إذ أستطيع القول فماذا عسى أن أقول، وبأي عبارة أعزي؟
إن كان شيء من هذا فلمن يوجه العزاء في هذا الفقيد؟ ألعائلته وزوجته وبناته وإخواته مع أنها لم تكن أكثر حظا وفائدة من كثير من الطبقات الأخرى التي كانت مغمورة بفيوضات الأستاذ رحمه الله.
ألعشيرته من رجال الدين والعلم بالجامع الأزهر المعمور على حرمانهم من رجل قضى فوق الأربعين عاما بين طالب، ومدرس وموظف، وهو يجتهد في تحسين حال أهل هذه الطبقة أدبيا وماليا، وإن المرتبات التي توالت عليهم من نظارة المالية، أو من مصلحة الأوقاف كانت من نتائج مساعيه؟