التي تهدف إلى نهضة الوطن رفعة شأنه منتزعة هذه الشئون من النظر السياسي لكل كاتب، والنثر الصحفي السياسي ينبغي أن يكون واضح الغرض سهل العبارة معتمدا على الأدلة الخطابية بعيدًا عن التعقيد، والغموض
متجها إلى مخاطبة العواطف، وهز الميول وإثارة المشاعر.
النثر الأدبي:
وأما النثر الأدبي فهو ميدان التأنق في السبك والاتئاد في اختيار اللفظ، والتجويد في صحة العبارة، وتلاحم النسج حتى يجيء الكلام كالعقد المنظوم، ويكون بحسن رصفه، ورصانة تركيبه أقرب شبها بالشعر.
ولا ضير على الناثر الأدبي أن يشرق البديع في كتابته، ولكن غير مرتصد له ولا مستكره، بل يرده عفوا لا تكلف فيه، وهذه الصناعة الدقيقة المحكمة تتطلب من الكاتب أن يكون وافر المحصول من الأدب غزير الرواية من الشعر كثر التقليب في آثار الأدباء والفحول، ملما بثروة لغوية يصرف فيها القول، على جانب عظيم من البصر بمواقع النقد، فيطرب لجمال الموقع، ويهتز لبارع النغم ويعينه ذوقه وحسه على التفطن لما لذ من الأدب وطاب.
الأزهر والنثر:
ما من نوع من أنواع هذا النثر إلا للأزهر فحول في ميدانه، كانوا ممن أعز شأنه وخلع عليه حلة بهيجة، ومكن له من أسباب الحياة والرفعة، وسنرى فيما نتحدث به بالدراسة، والتفصيل أن كل فن من فنون النثر أخذ بيده علم من أعلام الأزهر، فعبد له طريقا وهيأ له مجدا، ورفع منارا وكان في تجويده، وتخبره وبراعته مثالا يحتذى وقدوة، وسنقصر الحديث على أشهر الثائرين الأزهريين الذين ثقفوا بالثقافة الأزهرية الخالصة، والذين بدأوا