للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم تمدها بالكتاب والعلماء القادرين فحسب، بل إنها خلقت جوا صالحا يمكن أن ينشأ في عهد الكتابة من جديد، وأن الجهود التي بذلها الشيخ "محمد عبده" في سبيل تحرير العقول في مصر من أغلال التقليد، وفي التوفيق بين دين الإسلام وثقافته، وبين ما وصلت إليه المدنية الحديثة سهلت على الأدب العربي في عصرنا الحاضر سبل التجديد، دون أن تنفصم الروابط التي وصلت بين حاضره وماضيه في الإسلام، وليس من شك في أن الجيل الحديث من كتاب المسلمين يدينون بهذا الفضل للأستاذ الإمام١.

عمله في جمعية إحياء الكتب العربية:

بينا في الحديث عن الأزهر الصحافة جهوده التي بذلها في إشرافه على "الوقائع المصرية"، لإحياء اللغة العربية، والنهوض بها إلى المستوى الذي بلغته عندما كانت الثقافة العربية في أوج مجدها٢.

ومما امتاز به رحمه الله أنه كان شديد الغيرة على اللغة العربية دائم السهر على إحياء كتبها النافعة، ولم يكن هذا تطرفا منه في الحماسة للعلم، بل كان يرى "أن اللغة العربية هي أساس الدين٣، وأن حياة المسلمين بدون حياة لغتهم من المحال٤، وبجده وسعيه، ثم "للسيد رشيد رضا"، طبع كتابي "أسوار البلاغة" و"دلائل الإعجاز" اللذين هما أنصع كتب البلاغة وأعذبها تأليفا، ولولا تصحيح الفقيد لهما، واستحضاره لنسختهما من الأقطار النائية لما تيسر طبعهما٥.


١ الإسلام والتجديد ص٢١٠.
٢ الإسلام والتجديد ص٨٠.
٣ تاريخ الإمام ج٣ ص٢٤٣.
٤ تاريخ الإمام ج٣ ص٢٥٩.
٥ تاريخ الإمام ج١ ص٧٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>