فأكثر من تلقى يسرك قوله ... ولكن قليل من يسرك فعله
وقد كان حسن الظن بعض مذاهبي ... فأدبني هذا الزمان وأهله
فأنت ترى التزامه السجع، وحرصه على التضمين، والاقتباس المحكم من القرآن، واتباعه ذلك بغرر من الشعر.
ويقول السيد عبد الهادي نجا الإبياري معبرا عن ارتياحه لأسلوبه:"عبارات هي أحلى من النسيم، وأحلى من البدر الشريق في الليل البهيم، وأرق في إيراد الرقائق من مر النسيم، وأشوق من سمر الغانيات لمن بها يهيم".
ويقول الأستاذ محمد البسيوني:"تعجز البلغاء بلاغته، وتفحم الفصحاء فصاحته، اختلب بما جلب القلوب بملاحته، واستلب العقول بفصاحته وصباحته، فالصحاح درر ثغره، والقاموس بعض فيض نهره، والبيان من سحر كلامه، والرياض من بشاشته وابتسامه".
أما شعره، فلنقرأ له قوله:
قد تعدى بنو الزمان وصاروا ... في زوايا طغيانهم يعمهونا
واستحلوا ما يغضب الله جهرًا ... وعلى ما يرضى الورى عاكفونا
وقوله:
ألا إنني جربت أهل مودتي ... فألقيت أن البعد أولى أو سلم
وأيقنت أن الصحب ألف بواجد ... فلم أبق غير اللب والله أعلم
وقوله:
إذا بليت بأقدام ذوي حسد ... سود القلوب لهم ذم الورى قوت
فإن نأيت فدع أحشاءهم بلظى ... وإن أتيتهموني الحي قل موتوا