للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"روضة المدارس"، فقد رسم بها للأدباء أمثل الطرق في ممارسة البيان العربي الجزل، وكان قدوة الكاتبين بطريقته العذبة التي تجمع بين الجزالة والسهولة.

أما أسلوبه فطلي رصين واضح فصيح لا يلم بالسجع إلا إلماما، ولا تستهويه الصنعة التي يكلف بها أصحاب الأدب الفارغ، فيستروا بزخرفها نقص أدبهم وفراغه، وهو في سلاسته، وترتيبه المنطقي أقرب ما يكون شبها "بابن خلدون" في مقدمته، فهو بحق من أولئك الأفذاذ الأعلام الذين ردوا على اللغة في العصر الحديث ما كان لها من البهاء القديم في العصر القديم١.

ومن حديث المرحوم "الشيخ عبد العزيز البشري" عنه قوله، ويقوم ذلك الكاتب الأديب المجدد، فيلفت جمهرة الأدباء عن ذلك الأدب الضامر، ويوجه أذهانهم وأذواقهم جميعا إلى الخالص المنتخل من أدب العرب في جاهليتهم، وفي إسلامهم، ويبعث لهم شعر أبي نواس، وأبي تمام والبحتري وغيرهم من فحول الشعراء، كما يدل على بيان ابن المقفع والجاحظ، والصولي، وأحمد بن يوسف وأضرابهم من متقدمي الكتاب فسرعان ما يصفو البيان ويجلو، وسرعان ما يجزل القول ويعلو، وسرعان ما تنفرج آفاق الكلام، وتنبسط أسلات الأقلام في كل مقام وناهيك بغرس يخرج من ثماره "إبراهيم المويلحي" في الكتاب، "ومحمود سامي البارودي" في الشعراء٢.

آثاره ومؤلفاته:

ألف كتاب "الوسيلة الأدبية للعلوم العربية"، وهو كتاب جليل القدر لا يستغني عنه أديب، وقد شاع الانتفاع بما فيه من الآداب والعلوم، ولا يزال منتجع الأدباء إلى يومنا هذا، والكتاب جزآن يقع الثاني منهما في صفحات تربى على ثلاث أمثال الجزء الأول.


١ المنتخب من أدب العرب ج٢ ص٥٨٣ هامش.
٢ المختار ج١ ص٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>