وفي سنة ١٩١٣ عين مصححا بدار الكتب المصرية، فصحح "كتاب أساس البلاغة للزمخشري""وكتاب الطراز" في البلاغة.
مسلكه في التدريس:
كان يشرح ما في كتاب من شعر أو نثر شرحا دقيقا، وينقد ما فيه من غلط أو مجافاة، ويتجه اتجاها لغويا أكثر منه فكريا، وإذا نقد تبسط في نقده، ونفذ إلى الأعماق فيما يرمى إليه، وكان شديد الطرب للشعر القديم المتوغل في القدم، شديد الكره للتعبيرات النحوية أو الصرفية، أو غيرها مما يجري عليه مؤلف الكتب الأزهرية، يؤدي مراده بأسلوب أدبي رصين، ويحمل تلامذته على متابعته والاقتداء به، ولم يكن ليخفي نفوره من الشعر المصري الحديث الذي لا يجري في تركيبه على الأساليب العربية الجزلة.
وكانت دراسة أشبه بدراسة القدماء من اللغويين والأدباء، أمثال أبي العباس تعلب والمبرد والرياشي، وأبي عمرو بن العلاء وغيرهم من أعلام اللغويين ورواة الشعر، ويقول عنه تلميذه "الدكتور طه حسين باشا" في مقدمة كتاب "الأدب الجاهلي"، وكان يفسر لتلاميذه في الأزهر ديوان الحماسة لأبي تمام، أو كتاب الكامل للمبرد، أو كتاب الأمالي للقالي، ينحو في هذا لتفسير مذهب اللغويين والنقد من قدماء المسلمين في البصرة والكوفة، وبغداد مع ميل شديد إلى النقد والغريب، وانصراف شديد عن النحو والصرف.
وكان طروبا لرقة الحديث وعذوبة المنطق، وحسن صوت المتكلم، تعجبه الكلمة الهادئة الرصينة المستقدة في موضعها التي لا نبو في استعمالها، وأكثر ما يؤذيه الكلمة الخشنة والصوت الأجش:
وإذا استحسن كلمة أو عبارة في بيت بالغ في استحسانها، وإظهار التأثر والإعجاب بها وأعادها جملة مرات في صوت رقيق ونغمة عذبة، وطلب إلى تلامذته أن يسمعوا أو يعجبوا ويشاركوه في عجبه، وبذلك تولدت عندهم