للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختار من هذه القصيدة هذه الأبيات، وترك ما هو أجود منها وأكثر روعة.

وكان ينتقد أبا تمام في تصرفه في بعض القصائد بتقديم بعض أبياتها إذ يراها مروية على ترتيب آخر في كتب الأدب التي هي أوثق رواية مما اطلع عليه أبو تمام، كما كان يفعل مثل ذلك في شرح الكامل للمبرد.

استظهاره شعر اللصوص:

ومما امتاز به استظهاره شعر اللصوص، وكان يقول: إن لسان هؤلاء لم تشبه شائبة؛ لأنهم لم يتصلوا بالحضر، ولم تفسد ملكاتهم.

وهو يحب الشعر ويكلف به، ويحفظ من روائعه ما وسعه الجهد ويقول: تعلموا الشعر فإن لم تكونوا شعراء تكونوا لغويين".

نكاته ونوادره:

وكان رحمه الله حاضر البديهة، محبا للنكتة طريف النادرة، وقد أثر عنه من ذلك العذب السائغ، لقيه في الطريق رجل فاستوقفه قائلا: "طلقت امرأتي ثلاث فما ترى أيها الشيخ؟ فصاح في وجهه لا أدري، لا أدري فلما كلمه من معه قال: أتريدون أن ينكحها على قفاي؟ ".

وفي أحد أعياد المسلمين أقيم حفل قريب من منزله، واجتمع الناس به فقام قس، وأخذ يقول: إن عيسى أفضل من محمد، فثار الجمع لذلك وألحوا في استحضار الشيخ -وكان قريبا من الحفل لمحاجة القس، وأرهفت الأسماع واشرأبت أعناق- فقال له "المرصفي": أليس عيسى بن مريم؟ قال: نعم قال: أليس محمد بن عبد الله؟ قال: نعم -قال: أتفضل ابن المرأة على ابن الرجل؟

وحين كان مصححا بدار الكتب طلب منه "السيد محمد الببلاوي" كتاب تهذيب اللغة للأزهري، فقال: "تريد تهذي باللغة؟

ولعل هذه النكتة وفدت عليه من اطلاعه على قول الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>