للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تبالغ قبل في تهذيبها

فإذا عرضت الشعر غير مهذب ... عدوه منك وساوسا تهذي بها

وقال لأصحابه يومًا: كانوا يقولون: إن البلاغة في طبع المصريين أتدرون أن المنطق في طبعهم أيضًا؟ قيل: كيف ذلك؟ لقيتني فتاة فسألتني نشوقا هي كونت في نفسها قياسا، كأنها قالت: هذا شيخ وكل شيخ يستنشق فهذا يستنشق.

علمه في كتب اللغة والأدب:

عمد إلى كتاب "الكامل للمبرد"، "والأماني لأبي علي القالي"، فبذل أكبر الجهود في شرحهما، وهما من أمهات الكتب العلمية الأدبية، وأغزرها مادة وأوسعها علما وأكثرها نفعا، وهما ميدان للبلاغة على مختلف فنونها والأساليب في شتى ألوانها، والأقلام في أخصب عصورها.

تصدى "المرصفي" لهذين الكتابين، فتجلت مادته اللغوية ودرايته بالرواية، وقدرته على الشرح، وبعد غوره في النقد وشدة تفطنه لمواطن البلاغة وروعة البيان، وطريقته في تناول هذين الكتابين أن يتم القصائد، ويشرح الغريب شرحا دقيقا، ويتعرض لنسبة الشعر إلى قائله، ويراجع من أخطأ في النسبة، ويترجم لصاحب الشعر كما يترجم للخطيب أو الكاتب.

ومن أهم ما عنى به تصحيح الرواية، وتخطئة الشراح السابقين.

ومما يظهر في شرحه إكبابه على دراسة الغريب، والتقصي عن وجوه استعمال الكلمة الواحدة، فيفرق بين معنى الكلمة في أسلوب، ومعناها في أسلوب آخر فرقا دقيقا لا يهتدي إليه الأمثلة من غزيري المادة اللغوية، وممارسي الأساليب العربية.

وشرح الأمالي والعقد كلاهما مخطوط، أما شرح الكامل فقد طبع في ثمانية أجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>