باب الأمير عراء ما به أحد ... إلا امرؤ واضع كفاعلي ذقن
قالت وقد أملت ما كنت آمله ... هذا الأمير ابن سهل حاتم اليمين
كفيتك الناس لا تلقى أخا طلب ... يفيء دارك يستعدى على الزمن
إن الرجاء الذي قد كنت آمله ... وضعته ورجاء الناس في كفن
في الله منه وجدوى كفه خلف ... ليس السدى والندى في راحقا لحسن
"في الحسن بن سهل" يريد ابن عبد الله السرخسي، وزير المأمون بعد أخيه الفضل بن سهل، "باب الأمير" كأنه يريد أميرًا غير الحسن "ولا تلقى أخا طلب ... إلخ يريد الإرجاء السدي، وهو ندى الليل "والندى" ندى النهار ضربهما مثلا لجوده، وقد أخر هذا الاستثناء عن موضعه فيقل١، وقد عنى بتخطئته في مثل ذلك الأستاذ أحمد شاكر في تعليقه على الكامل.
على أن "المرصفي" وإن كان مضلعا في اللغة بارعا في النقد ثقة في الرواية لم يكن أول من وجه إلى المبرد ما وجه، فقد سبقه إلى ذلك كثيرون، ومنهم "أبو القاسم علي بن حمزة البصري" في كتابه التنبيه على أغاليط الرواة ما غلط فيه المبرد، ومنه نسخة مخطوطة بدار الكتب، وبالمكتبة نسخة منقولة عنها "والمرصفي"، قد يشير إلى نقد أبي القاسم المبرد وقد لا يشير.
أسرار الحماسة:
شرح هذا الكتاب على طريقته التي نهجها في الكتب الثلاثة، وقد رأى كما قال في المقدمة:
"إن أبا تمام سامحه الله تعالى كثيرا ما يعتمد على ذوقه، فأحيانا يقدم ويؤخر في أبياته، وأحيانا يبدل بعض كلمات العرب بكلماته، وبما حذف ما يحتاج