وكثيرًا ما كلف أبناءه وتلامذته بنسخ ما يروقه من الكتب والدواوين.
ومما اطلعت عليه بخطه كراسة وضع في أطارها بالخط الضخم الرائع كلمات غربية عربية، ثم وضع داخل الصفحة شواهد من الشعر العربي المشتمل على هذه الكلمات منبها إلى مراجع هذه الأبيات، وقد يكتب الكلمات في الإطار، ويدع مقابلها فارغا من الشواهد، انتظارا للعثور عليه ومما كتبه.
الزرجون: قال أبو دهبل:
ثم ماشيتها إلى القبة الخـ ... ـضراء تمشي في مرمر مسنون
وقباب قد أمرجت وبيوت ... نظمت بالريحان والزرجون
الجفن: قال النمر التولبي "من مجموعة التعالبي":
ألم بصحبتي وهم هجود ... خيال طارق من أم حصن
ألم ترها تريك غداة باتت ... بملء العين من كرم وحسن
سقية بين أنهار ودور ... وزرع ثابت وكروم جفن
لها ما تشتهي على مصفى ... إذا شاءت وحواري بسمن
أسلوبه:
أما أسلوبه الأدبي فهو الأسلوب الرصين الفصيح العبارة المتخير اللفظ الحسن السبك الذي يطالعك منه غزارة البيان، وفيض اللغة والافتتان في الأخذ بأساليبها، ويغلب على "المرصفي" أن يتناول السجع في كتابته لكنه في رفق، ولطف لا غضاضة فيه ولا ثقل.
شعره:
أما شعره ففصيح التعبير متلائم النسج قوي الديباجة لكنه شعر علماء، وقد ينحو به نحو الصنعة، ويجهد في الجناس والتورية، ويتناول التاريخ في شعره