للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشعراء هنأوا "الشيخ الشربيني" بتوليته مشيخة الأزهر، فكتب له مهنئا فكان مما قاله:

تحجب البدر يا للناس عن نظري ... هل عارف فيكم بالعين والأثر؟

ردوا علي فقلبي في هواه مضى ... وحلف الجفن في التسهيد والسهر

يا شيء ما لي فما أدري تحجبه ... أساحر بي وشي أم رمية القدر١

ولما قرأها "الشربيني"، وكان قد قرأ القصائد جميعا قال: علقوا قصيدة "المرصفي" فوق رأسي.

وللمرصفي ديوان مخطوط يجمع طائفة ضخمة من شعره الذي قاله في مختلف الأغراض، وله تخميس سماء "الدر الذي انسجم على لامية العجم"، التي قالها الوزير الكاتب مؤيد الدين "الحسين بن علي الطغرائي"، وأول اللامية:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل

ويقول "المرصفي" في مقدمة التخميس: إنه نظمه "قياما بواجب الأدب، وأخذا بنصرة لغة العرب وامتثالا لإشارة أعزائي الإخوان من بني الإنسان، وما هو إلا خطرات فكر نزهته في روض اليراع، فجنى من أدبه الغض ما استطاع، سميته بالدر الذي انسجم على لامية العجم" متخليا عن وصمة الخائل متحليا بحكمة القائل:

وما أعجبتني قط دعوى عريضة ... ولو قام في تصديقها ألف شاهد

ومن التخميس قوله:


١ يا شيء كلمة يتعجب بها تقول: يا شيء ما لي كياهئ ما لي "قاموس"، وفي الأساس روى الكسائي يا شيء ما لي في التلهف على الشيء، وأنشد:
يا شيء ما لي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتلقيب
وقال زهير بن مسعود:
يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب

<<  <  ج: ص:  >  >>