وللشيخ كتاب لم يطبع سماه "عصا موسى" في قريض العرب، والمولدين ذكر في هذا الكتاب قصيدة له سماها "مليكة شعر الدهر"، وتؤرخ هذه التسمية بحساب الجمل عام إنشائها، وهو ١٣١٠هـ -ويقول عن هذه القصيدة: إنها مائة تاريخ في ستين بيتا كل ثلاثة أبيات خمسة تواريخ تكتب في الأصل خطا واحدا، فتكون القصيدة عشرين خطا، وحينئذ تقرأ على أوجه متعددة لو قرأت على أصل كتابتها كانت مسدسة، وكان المصراع الأول منها، وما تحته من كل تسديس عشرين تاريخًا لعام ١٣١٠هـ، والصراع الثاني وما تحته كذلك عشرين تاريخا لعام ١٨٩٢م، والمصراع الثالث وما تحته كذلك عشرين تاريخا إلى سنة ١٩٠٦ قبطية، والمصاريع الثلاثة المذكورة مصرعة إلى انتهائها، والمصراع الرابع وما تحته كذلك عشرين تاريخا لسنة ٢٢٠٤ رومية لازمة فيه قافية النون، كل مصراع ما ذكر تاريخ، والمصراعان الخامس والسادس، وما تحتهما كذلك عشرين تاريخ لسنة ٥٦٥٣ عبرانية كل مصراعين تاريخ واحد لازمة في الخامس قافية الدال الموصولة بالهاء، وفي السادس قافية اللام.
ولست أدري إلى أي حد احتمل الشيخ عناء هذه الطريقة، وكيف أطاق هذا الجهد المضني، ولكنها قدرة وولوع.
مؤلفاته:
ترك الشيخ مؤلفات قيمة كثيرة أعانه على تأليفها طول مثابرته، وفيض علمه وبعض هذه المؤلفات مطبوع ككتاب أدب البحث والمناظرة، وكتاب الاشتقاق ورسالة في التوحيد، ورسائل في الإملاء، وله غير ذلك مؤلفات جليلة لا تزال مخطوطة في فقه الشافعية الذي كان إماما فيه، وفي علم الحيوان، وفي علم الكلام وتاريخه، كما ألف في اللغة كتابا ضخما تناول فيه اللغة، وعوامل نشأتها وتطورها واختلافها ونمو اللغة وتعدد لهجاتها، وما أدخل على اللغة العربية من ألفاظ غريبة عنها مع تبيين أصل هذه الألفاظ.