للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنما الآس١ عذار٢ على ... وجنته وقد علاها ضرام

كأنما الورقاء لما شدت ... تتلو علينا فضل هذا الإمام

بشراك مولاي على منصب ... كان له فيك مزيد الهيام

وافاك إقبال به دائما ... وعشت مسعودا بطول الدوام

فقد رأينا فيك ما نرتضي ... لازلت فينا سالما والسلام

هذه الأبيات من أقدم شعره الذي عثرنا عليه، وهي متسعة بالسهولة ووضوح الغرض ومجافاة الغموض، مع حسن صياغتها وتسلسلها، وكثرة تشبيهاتها المحكمة السائغة.

ومما قاله متغزلا:

إلى متى أشكو ولم ترث لي ... أما كفى أن رق لي عذلي؟

يا باخلا بالوصل عن عاشق ... بعسجد الأجفان لم يبخل

أنفق في حر الهوى عمره ... وعن أمانيه فلا تسأل

لم يبق في الصب سوى مهجة ... أمست بنيران الهوى تصطلي

ومقلة ترعى نجوم الدجى ... شقيقك الزاهر عنها سل

تبيت تبكي شجوها كلما ... هاج بذكراك فؤاد بلي

ما أطول الليل على عاشق ... فارق محبوبا عليه ولي

كأنما الصبح اتقى سطوه ... من كافر الليل فلم ينجل

فهذه القطعة من أرق أبيات الصبابة وأعذبها، أودعها الشاعر عواطفه وشجونه فعبرت عنها أصدق تعبير، فهو يعتب على محبوبه عتاب الشاكي، ويسائله إلام يغضي من شكواه، وقد رثى العذل لحاله؟ ثم يتجه إليه فيخاطبه قائلا متى بخل بالوصل على عاشق جاد بعسجد أجفانه لطول بكائه، وأنفق


١ الآس نبت معروف من الرياحين.
٢ عذار اللحية الشعر النازل على اللحيتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>