للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمره في حر الهوى، وأنت معرض لا تسأل عن أمانيه، لم يبق في محبك إلا مهجة تصطلي بنار الهوى، ومقلة تبيت ساهرة ترعى النجوم، فسل شقيقك ينبئك عن حالها، إنها تبيت تبكي كلما هاج بذكراك الفؤاد البالي، ثم ينتقل الشاعر إلى التبرم من طول الليل على العاشق الذي فارق محبوبا ولى عليه، وينتظر الصبح فلا يطلع، فيخيل إليه أنه يخشى سطوة الليل الكافر، فمن ثم لم ينجل، وهو مسبوق إلى هذا المعنى يقول البهاء زهير:

لي فيك أجر مجاهد ... إن صح أن الليل كافر

المحسنات في شعره:

والمحسنات البديعية تبدو في شعر "العطار"، وتبدو أنواعها في شعره كما تدور في شعر أقرانه المعاصرين.

ففي شعره الطباق كقوله:

أسروني وأطلقوا دمع جفني ... وأثاروا في القلب نار الجحيم

وهو بين "أسروا" و"أطلقوا".

والتقسيم كقوله:

فطرفي إلى رؤياكم متشوف ... وقلبي إلى لقياكم متشوق

مع ما في البيت من الجناس بين متشوف ومتشوق.

وتجد في شعره الاقتباس كقوله:

مرج البحرين فيضا دمعه ... إذ رأى جفنيه لا يلتقيان

وهو اقتباس من قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} .

ويستعمل الثورية في شعره، وتطالعك كثيرًا كما في قوله:

حلمه الروض جناه يجتني ... ويرجي العفو منه كل جان

فقد روي بلفظ "جان" بين معنيه الآثم والقاطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>