للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما في قوله:

وكيف أجوز في ميدان قوم ... حقيقة فضلهم أرجو مجازه

فقد روي بلفظ "مجاز" المضاف إلى الضمير يبين معنيه مقابل الحقيقة، والمصدر الميمي الذي هو بمعنى الاجتياز.

وكما في قوله:

كسر القلب وما كان التقى ... فيه من حين هواه ساكنان

فلفظ "ساكنان" مورى به بين مثنى اسم الفاعل من سكن بمعنى حل، أو سكن بمعنى لم يتحرك، ويحسن أن نشير إلى أن "العطار" أخذ هذا المعنى من قول الشاعر:

يا ساكنا قلبي المعنى ... وليس فيه سواك ثان

بأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان

أما الجناس فإنه مولع به، مفتون بفنونه، يستعمل منه في شعره ألوانا مختلفة ويدور في شعره في صور شتى، وكأن "بطرسًا" الذي قدم إلى مصر ضيفا مع كبير الدروز لم يقل في "العطار".

أضحى البديع رفيقه ... لما تفرد في جناسه

إلا حيث كانت "العطار" شهرة بإدمان الجناس والافتتان فيه، وتلوينه بألوان مختلفة، فقد يعمد إلى الجناس في الكلمة الواحدة، فيوردها ذات معان شتى وفي صور متغايرة قد تصل أحيانا إلى أربع كقوله يمدح "إبراهيم باشا":

سمهري١ ينثني أم غصن بان ... أم قوام دونه صبري بان

صان بالعسال٢ معسول اللمي ... وتهادي هادما ما أنا بان


١ السمهري -الرمح الصلب، والمنسوب إلى سمهر زوج ردينة، وكانا مثقفين للرماح، أو إلى قرية بالحبشة.
٢ العسال الرمح الذي يهتز لينا، والمعسول المخلوط بالعسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>