للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كانت الأقلام في هذه الفترة متقاصرة عن تصوير المشاعر، وتسجيل الخواطر، وتدوين الرسائل في مختلف الأغراض، وضع "العطار" لشتى المناسبات إنشاء مختلفا يستعمله كل كاتب في غرضه، مراعيا مقام المكتوب إليه، فإن كتب رسالة ترفع إلى أمير، أو سلطان حشن له المدح والثناء، أو لمرجو في حاجة بسط إليه أكف الضراعة والاستجداء، واستدر عطفه ونداه، وإن خاطب عالما كان خطابه متسقا مع ما عرف به المخاطب من نوع علمه، وراعى في رسالته إليه ما يناسب من العبارات، والتراكيب مستشهدا بالشعر حينا من نظمه، وحينا آخر من محفوظه.

وبعد أن حشد في القسم الأول من هذه المخاطبات طائفة من الرسائل المتنوعة، عقب بخاتمة "تشتمل على أبيات تورد في أوائل الصدور، ويستشهد بها في أثناء السطور"، وبطائفة أخرى من "شطور أبيات تحلى بها السجعات".

ثم كتب في القسم الثاني ما يلائمه من رسائل أعدها لمن يعجز عن الكتابة، فيستعين بها من صور مبايعات، وصلح وحوالة وشركة وشفعة، ووكالة ونحو ذلك.

نماذج من إنشائه:

مما كتبه في رسائل الإخوان:

"الإخاء بيننا أدام الله سعدك وأثل مجدك، وأورى زندك، وأهلك ضدك، وأجرى على الألسنة شكرك وحمدك.

فالناس أجدر من أن يمدحوا رجلًا ... حتى يروا عنده آثار إحسان

<<  <  ج: ص:  >  >>