للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد يهمل النقع في البيدا لخسته ... ويرجم الغصن إن طابت مجانيه

فإذا أغضيت عن الجناس في البيتين الأولين، أعجبك من الشاعر تعبيره "استطف أصالته"، وأنه جعل عونه عليه في معاليه، وراقك تشبيهاه المحكمان في البيت الأخير.

وقال مضمنًا:

وغادة غار مني زوجها فسعى ... يريد قتلي وفي أحشائه ضرم

يا زوجها كف عن قتلي مسامحة ... بيني وبينك لو أنصفتني رحم

وقال مضمنا أيضًا:

قد قلت لما بدا يختال في خفر ... وهز عطفا كغصن البان ممشوقا

هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا

ومما قاله متغزلًا:

تعالى من أعار الغصن لينا ... وأحرم من جناه العاذ لينا

يهنأ العاشقون بطيب عيش ... فما أحلى عذاب العاشقينا

سعدنا بالتواصل بعد هجر ... وقد كنا بجفونه شقينا

فقل للصابرين على هواه ... دعوا العذال فيما يفترونا

"سيخزيهم وينصركم عليهم ... ويشف صدور قوم مؤمنينا"

أرى لي في محبته يقينا ... فهل من لحظه شيء يقينا

إذا ما كنت تهوى البحر فينا ... فدع هذا لقوم آخرينا

فمن هدب ومن شعر وخال ... يوالي المسلمون الكافرينا

فإنا في هواك عبيد رق ... على حب وما كنا سبينا

فإن تمنن بإحسان علينا ... "فإن الله يجزي المحسنينا"

فقل للجاهلين بجاه حسن ... لظبي لم يضف للجاه لينا

رأيتم طرة سلبت فؤادي ... بصفراء تسر الناظرين

<<  <  ج: ص:  >  >>