هو الغيث يحيي كل قطر بجوده
فيخضل من قطر الندى وجهه الندى
هو الشمس لم تحجب سناها غمامة
ولا أنكرت أضواءها عين أرمد
له همم تسمو إلى هامة العلا
إذا حددت لا تنتهي بالتحدد
مبان إذا أمعنت فيها مؤرخًا
تريك على قدر العزيز محمد
٦٣٠ ١١٠ ٣٠٤ ١٢٥ ٩٢
سنة ١٢٦١هـ.
ومما امتاز به شعر "شهاب الدين" السلاسة والسهولة، وخضوعه للشاعر يصرفه في كل أمر، ويطوعه لكل غرض فينساب بين يديه عذاب رقيقا، ويشف عن المعنى الذي سيق له بلطف وسلاسة، وذلك الذي جعل "شهابا" يستخدم شعره في التعبير عن رغائبه، والإفصاح عن آماله ومطالبه، وهو في هذه الأغراض لا تعقيد فيه ولا غموض، يحتاج إلى بغلة يركبها وله على "عباس" دالة، فيرفع إليه هذه الأبيات الطريفة، فيهتز لها ويجيب رغبته، وذلك حيث يقول:
تبت عن مدح غير بابك يا من ... أنت ذخري وموئلي وثمالي
وتجردت عن سواك لعلي ... أكتسي خلعة ألسنا المتلالي
وترجيت من جميل العطايا ... بغلة حالها يليق بحالي
أن بدا لي ركوبها تهت عجبا ... في ازدهار وبهجة واختيال
أو بدا لي ارتباطها فاجتلاها ... في مجالي الجمال زين مجالي
فتفضل وامنن وأنعم على من ... هو عبد من بعض بعض الموالي
وترق حاله، ويشتد عسره فيكتب إلى "عبد الباقي بك" خازن خزينة الخديو، فيقول:
أصبحت في مضايق ... من فاقة وعطب
وصرت محتاجا إلى ... نوالك المستعذب