ويكتب إلى "أدهم باشا" يشكو إليه ضيق يده، فيقول من قصيدة طويلة:
فبادر إلى الشكوى وقل: إن صاحبي ... محا رسمه عصف الرياح الروامس
وقد ضاقت الدنيا عليه وأظلمت ... وكان شهابا في الدياجي الدوامس
فوسع عليه بالذي أنت أهله ... وخلصه من أشراك ضيق المنافس
ولم يكن "شهاب" يقرض الشعر يطلب به بغلة، أو ينشد فضة أو ذهبا فحسب بل كان ينظمه كلما عرضت له حاجة أو دفعته مسألة، فإنه لينظمه ملتمسا به من أمين "جمرك" بولاق "علي بك حسيب" شيئا من السمن لندرته، فيقول له:
ألية بالسمن أو بزبدة ... لله در أصلها الحليب
لأعرضن الحال للفتى الذي ... رجاء من يرجوه لا يخيب
وهكذا طوع الشعر فنظمه في حاجته ومسألته، وعبر به عن شكايته وأمله وأودعه مطامح نفسه جلت أو هانت.
"وشهاب الدين" يخضع في شعره لما شاع في عصره من طلب الزينة، ونشدان الصنعة والجرى وراء الطلاء، فيغرى بالجناس وخاصة في مطالع القصائد، فيقول في مطلع قصيدة يوجهها إلى "عباس" ويستهديه "بغلة":
أكؤس تجلي ببنت "الدوالي" ... أم شهي الرضاب فيه "الدوالي"
فيوقع الجناس بين "الدوالي" بمعنى العنب، وكلمة "الدوالي" الثانية المركبة من "الدوا" مقصورا مضافا إلى اللام المقرونة بياء المتكلم.