فالقياس هنا من مطصلح علم المنطق.
ويشير إلى علل الصرف، فيقول:
علل الصرف في الضرورة تلغي ... كيف ذو الصحة اختيارًا يعل
ويغرق في مصطلحات علم النحو فيوري بها ويقول:
رأيت "حالا" "مضى" "فعل" ... "أبرز" في شأنه "الضمير"
فكل هذه الكلمات مصطلحات نحوية ودى بها الشاعر عن معانيها النحوية وغير النحوية.
ولشهاب الدين كتابا لطيفة يعبر بها مبتكرا لها، فهو يكنى عن المطر "بابن السحاب"، فيقول:
زوجوها "بابن السحاب" فجاءت ... من دراري حبابها بذراري
ويكنى عن "الخمر" ببنت الكرم" فيقول:
"بنت كرم" عذراء شهد لماها ... كشذا المسك في مذاق العقار
وعن القصيدة "ببنت فكر" و"وليدة فكر" و"وصيفة"، فيقول:
هاك مني خريدة "بنت فكر" ... ما اعترتها يد الخنا بمساس
ويقول خدا "وليدة فكر" راق منظرها ... كأن ريقتها ضرب من الضرب
ويقول أرجو قبول "وصيفة" قد قلدت ... بحلاك عقدا لم تنله وصائف
وشعر "شهاب الدين" من أوضح الشعر في هذا العصر وأسهله طريقا وأرقه حاشية، وهو أقل متكلفي الصنعة وطلاب المحسن تعقيدا وغموضا، وهذه المحسنات التي تشيع في شعر "شهاب الدين" لا تؤثر في جمال شعره كثيرا، فتراه على غير قليل من السلاسة والوضوح، وجمال المعنى -ومن رقيق شعره ما قاله متغزلا.