بروحي من لغصن البان شابه ... ومشروب الطلاب بلماه شابه
مليح لم يخط له عذار ... وفي رقي له أبدا كتابه
بدا العقد الفريد بفيه نظما ... وحكم في ديوان الصبابة
ومر فلم أجد صبرا عليه ... وأحشائي ترى عذابا عذابه
رمى قلبي بسهم قد مضى في ... رميته ولم يخطئ مصابه
وراح وقد بدا برق الثنايا ... ودمعي هاطل يبدي انسكابه
يلوح وجهه بدر ولكن ... عليه من ذوائبه سحابه
بخد روضة يرعاه طرفي ... وقلبي بالجوى يصلي النهاية
يدير من الحديث عتيق خمر ... فيسكرني ولم أطعم شرابه
أراه في محاسنه عليا ... ولكن ما تنزل للصحابة
سعيت فزرته فازاداد تيها ... وولى معرضا يولي اجتنابه
أنا الجاني على نفسي لأني ... دخلت على عزيز الغاب غابه
فبدلني بنوم الليل سهدا ... وعوضني الشجون على الدعابة
سألقى منه غايات الأماني ... وسوف تكون عقباها عتابه
ولا شك أن هذه الأبيات على حظ غير قليل من الجودة والرقة، والوضوح وخصب المعاني.
ونظم الأبيات الآتية لترسم على مائدة الطعام:
أيها السيد الكريم تكرم ... وتنازل ما شئت أكلا شهيا
وتفضل بجبر خاطر من هم ... أتقنوا صنعه وخذ منه شيا
وتحدث على الطعام وآنس ... واحدا واحدا بشوش المحيا
واستزدهم أكلا وقل: إن هذا ... طاب نضجا وصار غضا طريا