ومن التورية التي يستعملها في شعره:
على مضض صبرت وكم أداري ... بتاريخ الغرام وأنت داري
يجاذبني الهوى فأذوب وجدا ... ويسلبني النوى ثوب اصطباري
وهذا لي دروا ما بي فلاموا ... كأن هوى الأحبة باختباري
وإن سألوا عن اللآحي ودمعي ... اقبول كلاهما لا شك جاري
فقد ورى يقوله "جاري" عن اسم الفاعل من جرى بمعنى سال، والاسم الذي هو بمعنى مجاور مضافا لياء المتكلم.
ويقول في رجل يدعي العلم يسعى "النخلي":
بروض الفضل أغصان ... خلت عن حلية الفضل
سألناها أجابتنا ... دهتنا غلطة التخلي
فيحتمل أن براد "الشجر" أو اسم الرجل، ومما يؤدي به قوله:
حروف ودي وسائل ... والد مع جار وسائل
أي أن قطرات دمعة الشبيهة بالحروف وسائل تترضى الحبيب، فقد جانس بين "وسائل" الأولى جمع وسيلة و"سائل" الثانية التي هي اسم فاعل من سال بمعنى جرى مقرونا بالواو، ثم في وسائل الثانية تورية إذ يحتمل أن تكون اسم فاعل بمعنى جار، أو اسم فاعل من سأل بمعنى طلب.
ومن شعره التاريخي قوله:
يا من بطالعه الأسعى حوى شرفا ... يزين بدر علاه قبة الفلك
أنت الذي بحلي الأخلاق زدت علا ... لا زلت ترقى بفضل المنعم الملك
إسعاد نجمك إذ لاحت بشائره ... أرخت أوليت بكباشي وأنت زكى
...................... ... ٤٤٧ ٣٣٥ ٤٥٧ ٣٧