كتاب "الكشاف" للزمخشري "والنسائي" في الحديث، كما قرأ عليهم كتاب "الأغاني" على طوله واتساع جنباته.
بقى "قراعة" في أسيوط حتى استدعاه الشيخ "حسونه النواوي"، وكيل الأزهر إلى القاهرة فتقدم للامتحان، ونال شهادة العالمية، ثم اشتغل بتدريس الفقه والنحو في الأزهر حتى إذا وجهت العناية الخاصة إلى تدريس الأدب في الأزهر تولى تدريس مقامات الحريري، فجمع في شرحها بين اللغة، والأدب بأسلوبه العذب وبيانه الرائع، وكان "السيد مصطفى المنفلوطي" أحد من غشى درسه الأدبي.
ولم تطل هذه الفترة حتى عين مفتيًا شرعيا بمدينة سوهاج، فمكث بها عدة سنين عقد في أثنائها بأحد مساجدها درس التفسير الذي كان يلقيه بطريقة جذابة مشوقة، وأمه كثير من رجال العلم والأدب، واتخذ من بيته منتدى أدبيا يضم كثيرا من الأدباء، مثل المرحوم "الشيخ محمد عبد المطلب" الشاعر الذي لازمه، وانتفع به وبتوجيهه الأدبي، ولقي منه تشجيعا ورعاية، وكان أكثر عشاقه ملازمة له وترددًا عليه، كما كان من عشاقه أيضا، والمصاحبين له المرحوم "محمد أبو النعمان بك"، والمرحوم "يحيى أبو بكر باشا"، وكانا أديبين من أعلام القضاء الأهلي امتازا بمراعاتهما في تطبيق أحكام القانون موافقته، أو قربه لأحكام الشريعة الإسلامية، كما كان منهم المرحوم "أحمد أفندي عبد الباري طاهر" الأديب الذي كان مدرسًا بمدرسة سوهاج مع زميله الشيخ "محمد عبد المطلب.
ومما اقترحه الأدباء أن يشرح قصيدة عمر بن أبي ربيعة التي مطلعها:
أمن آل أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر
وقد أفاض "قراعة" في شرحها ونقدها، والتعليق عليها فقام هؤلاء بطبعها والاحتفاظ بها.
ثم نقل إلى وظيفة قاض بمديرية أسوان في فبراير سنة ١٩٠٥م، وظل بها إلى سنة ١٩٠٦م، حيث نقل قاضيا بمديرية المنصورة، فرئيسا لمحكمة بني سويف