الكلية الشرعية، ثم عين عضوا بمحكمة مصر العليا، فمديرا للأزهر والمعاهد الدينية، وقد بذل جهده في الإصلاح ما استطاع إليه سبيلًا.
وكان أول ما عمله منذ شغل هذا المنصب أن سعى لمنح الشيخ "سيد بن علي المرصفي، عضوية جماعة كبار العلماء، فكان ذلك إنهاضا للأدب ويدا تشجع على المضي فيه "ولا يؤخذ إلا من مصادره".
ثم أصبح مفتيا للديار المصرية، وذلك هو آخر ما تولاه من أعمال، وما أسند إليه من مناصب، حتى لستأثر الله به سنة ١٣٤٩هـ، الموافقة ١٣٩١م.
شعره:
الشيخ "عبد الرحمن قراعة" شاعر مطبوع مشرق الديباجة متلاحم النسج متين السبك رائع التشبيه جزل العبارة رقيق المعنى واضح الغرض، يتدفق فيضه، ويجري بيانه في رقة وسلاسة ووضوح، فلا تعقيد في لفظه ولا التواء في غرضه ولا إغراب في معناه.
وكان الشعر قد طوع له وأرخى له عنانه، وأسلس قياده فهو بوافيه على غير تكره وينقاد له وكلما، خطرت له خاطرة، أو بدت له بادرة، أودع ذلك شعره الرصين الفخم، وكم كان للعربية من هذه الثروة الضخمة من نفع وجدوى ولقراء الأدب وعشاقه من لذة ومتاع، لو مكنت لهم رواية شعره جملة والوقوف على ما خلفه جميعا، ولكن شعره تفرق بددا، وذهب شتيتا، فلم يجمعه أو يطلبه من الصحف والمجملات، وصدور الناس حريص عليه، وكل ما رأيته في ذلك كتيب صغير جمع طرفا من نثره، وشعره بعنوان "عبد الرحمن قراعة كأديب".
وأيا ما كان فإنا لم نحكم هذا الحكم على شعره، إلا بدراستنا ما عثرنا عليه، وبتقليب النظر في كل ما تيسر لنا من مصادر مختلفة نثق بها.
فمما قاله يبرئ نفسه مما رمى به لدى أستاذه الشيخ "محمد الإنبابي":
أما آن أن تنسى الرباب وزينبا ... وتقلع عما كان في زمن الصبا