للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخذ مدرك النعمان عني وإن أكون ... إذا ذكر الأتباع أضعف حزبه

همو أثبتوا تحريم عرس بمسه ... لابنتها اشتهاها بقلبه

لأن مساس البنت داع لوطئها ... وبالوطء داعي الجزء قام فخذ به

ولم يثبتوا التحريم إن كان مسه ... لها باشتهاء مع إفاضة عزبه

لتحقيقنا أن المراد بمسه ... إذن شهوة تقضي تدور بصلبه

وهذا الذي أدركته من كلامهم ... وأبصرتهم قد قرروه بكتبه

وقد يطول نفسه في الشعر، ويتدفق معينه كما في قصيدة الحج التي يقول في مطلعها:

على حقوق للمطي الرواسم ... تطالبنيها كل حين عزائمي

فقد بلغت ستة وسبعين بيتا

نثره:

ولقراعة النثر الرائع الرصين الذي يضارع أرقى الأساليب في فصاحة تعبيره، وروعة معناه وحسن رصفه، وصفاء مائة، وبعده من التكلف ونقائه من الطلاء والزخرف.

ومن ذلك ما كتبه إلى أستاذه الشيخ "الإنبابي" ينفي عن نفسه ما رمي به من عقوق، وما اتهم به من طعن.

كتابي إلى المولى أطال الله بقاءه، وأنا أحمد من جثا على ركبتيه وانتفع بعلمك، وأخذ عن تلامذتك، وعرف لك جزيل حقك، حين تفاقم الخطب واشتد الكرب، وشمخ بأنفه الحاسد، وصغر خده الشامت، وسيدي وقاه الله ما يكره -يعلم أن الأعراض هي الزجاج لا يجبر كسرها، ولا يرأب صدعها والدنس إن لحقها لا يغسل بالأشنان، ولا يزول بتقادم الزمان، ومولاي أعزه الله هو الوالد المبرور، والناقم المشكور والعاتب الذي نتوخي

<<  <  ج: ص:  >  >>