بركات باشا" بمدرسة المعلمين العليا في الخميس الثالث عشر من صفر سنة ١٣٤٣هـ، الموافق الحادي عشر من شهر سبتمير سنة ١٩٢٤، وأرسل أمير الشعراء قصيدته لتلقي في الحفل، وكان مما قاله فيها:
وحارب دونها صرعى قديم ... كأن بهم على الزمن انقطاعا
إذ ألمح الجديد لهم تولوا ... كذي رمد على الضوء امتناعا
وكان في الحفل صفوة من رجال مصر، وجمهرة من شيوخ الأزهر منهم فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وفضيلة مفتي الديار المصرية إذ ذاك، فعدوا ذلك جرحا لكرامتهم وطعنة في صدورهم، وكتب أحد علماء الأزهر إذ ذاك مقالًا بعنوان "أمير الشعراء"، ورجال الأزهر -للحقيقة والتاريخ. "نشرته جريدة الأخبار بتاريخ ١٧ من صفر سنة ١٣٤٣هـ المواهفق ٦ من سبتمبر سنة ١٩٢٤"، وقد كانت براعته رمحا رد بينيا شك أمير الشعراء الذي نفى عنه الكاتب أن يكون كنادبة المسجي التي تجامل الحاضرين بذكر شيء من محاسن موتاهم، وقد ظهرت جريدة الأخبار بعد هذا المقال بيوم واحد، وفي صدرها حديث لأمير الشعراء ينفي ما فهمه صاحب المقال من تنكر شوقي للأزهر، ورجاله فكان مما قاله، "وما أنا من ينسى أن معظم أساتذة مدرسة القضاء نفسها في العلوم الشرعية بوجه خاص، كانوا من شيوخ الأزهر ورجاله، وليس من المعقول أن يكون هؤلاء الأفاضل حربا عليها، وهم في النهوض بها شركاء.
إن للأزهر عندي حرمة لا أحب أن يتشكك فيها الأستاذ، وأعتقد أن الأزهر قد سد فراغا كبيرا كان التعليم في مصر، والبلاد الشرقية جميعا لا يرجو له بدون الأزهر من سداد.
وسأظل فخورًا دائما بأن من أساتذتي شيوخا من صميم الأزهر الشريف، وكبار علمائه.
ذلك هو ما قاله شوقي تلافيا لما عساه أن يكون قد فهم من قصيدة التأبين.