للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإفصاحا عن تقديره الأزهر الذي يفخر أمير الشعراء بأن فيه أساتذة من شيوخه.

على أن أمير الشعراء أراد أن يزيد في تأكيده تقدير الأزهر، وينفي عنه مظنة النيل من أبنائه، فالتمس إصلاح الأزهر في أقرب فرصة، ونظم آيته الكبرى التي قالها في نفس العام الذي أدلى فيه بحديثه عن الأزهر، ويقول فيها:

قم في فم الدنيا وحي الأزهرا ... وانثر على سمع الزمان الجوهرا

واجعل مكان الدر إن فصلته ... في مدحه خرز السماء النيرا

واذكره بعد المسجدين معظما ... لمساجد الله الثلاثة مكبرا١

واخشع مليا واقضي حق أئمة ... طلعوا به زهرا وما جوا أبحرا

كانوا أجل من الملوك جلالة ... وأعز سلطانا وأفخم مظهرا

زمن المخاوف كان فيه جنابهم ... حرم الأمان وكان ظلهم الذرا٢

من كل بحر في الشريعة زاخر ... ويريكه الخلق العظيم غضنفرا

ثم يقول:

يا معهدا أغنى القرون جدارة ... وطوى الليالي ركنه والأعصرا

ومشى على يبس المشارق نوره ... وأضاء أبيض لجها والأحمرا

إلى أن يقول:

عين من الفرقان فاض نميرها ... وحيا من الفصحى جرى وتحدرا

ما ضرني أن ليس أفقك مطلعي ... وعلى كواكبه تعلمت السرى

وهو يشير في هذا البيت إلى أنه، وإن لم يكن طلع في أفقه، ودرج في رحابه فقد اهتدى بأساتذته، وتعلم السرى على كواكبه ثم يقول:

لا والذي وكل البيان إليك لم ... أك دون غايات البيان مقصرا


١ المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
٢ الذرا الملجأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>