والخشيةَ أو الحزن والأسف وغيرَ ذلك، وكانوا يشترطون له المكان والإمكان والخلاّن، فيشترطون أن يكون المجتمعون لسماعها من أهل الطريق المريدين لوجه الله والدار الآخرة، وأن يكون الشعرُ المنشدُ غيرَ متضمنٍ لما يُكره سماعُه في الشريعة، وقد يشترط بعضُهم أن يكون القوَّالُ منهم، وربّما اشترط بعضُهم ذلك في الشاعر الذي أنشأ تلك القصائد، وربّما ضمُّوا إليه آلةً تُقوِّي الصوتَ وهو الضربُ بالقضيب على جلد مخدةٍ أو غيرها وهو التغبيرُ.
ومن المعلوم أنَّ استماع الأصوات يوجب حركة النفس بحسب ذلك الصوت الذي يوجب الحركة ... وللأصوات طبائعُ متنوِّعة، تتنوع آثارها في النفس، وكذلك للكلام المسموع نظمه ونثره، فيجمعون بين الصوت المناسب والحروف المناسبة لهم.
وهذا الأمر يفعله بنو آدم من أهل الديانات البدعية كالنصارى والصابئة، وغير أهل الديانات مِمَّن يحرك بذلك حبه وشوقه ووجده أو حزنه وأسفه أو حميّته وغضبه أو غير ذلك، فخلف بعد أولئك من صار يجمع عليه أخلاطاً من الناس ويرون اجتماعهم لذلك شبكة تصطاد النفوس بزعمهم إلى التوبة والوصول في طريق أهل الإرادة ... "١. الخ كلامه.
وقد سُئل رحمه الله عن رجلٍ من المعروفين بالخير أراد تتويب جماعةٍ يجتمعون على قصد الكبائر من القتل وقطع الطريق والسرقة وشرب