للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستغفار مِمَّا يعلمه الله أنَّه ذنبٌ، ولا يعلمه العبدُ.

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: " أنَّه كان يدعو في صلاته: اللَّهمَّ اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به منّي، اللَّهمَّ اغفر لي جدِّي وهزلِي، وخطئي وعمدي، وكلُّ ذلك عندي، اللَّهمَّ اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنتَ إلهي لا إله إلاَّ أنتَ " ١.

وفي الحديث الآخر: " اللَّهمَّ اغفر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجلَّه، خطأَه وعمدَه، سِرَّه وعلانيتَه، أولَه وآخرَه "٢.

فهذا التعميم وهذا الشمولُ؛ لتأتي التوبةُ على ما علمَه العبدُ مِن ذنوبِه وما لَم يعلمه "٣. اهـ.

ولا ريبَ أنَّ هذا من النصحِ في التوبة المأمورِ به في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سِيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ٤، وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله أنَّ النصحَ في التوبةِ يتضمَّن ثلاثةَ أشياء:

الأول: تعميمُ جميعَ الذنوب واستغراقُها بها، بحيث لا تَدَعُ ذنباً إلاَّ تناولتْه.


١ صحيح مسلم (رقم:٢٧١٩) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٤٨٣) ، وليس فيه: " خطأ وعمده)) .
٣ مدارج السالكين (١/٢٧٢ ـ ٢٧٣) .
٤ سورة التحريم، الآية: (٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>