بالعدول عن الطريق القويم والمسلك المستقيم الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم، وذلك قد يكون متعلِّقاً بالدِّين بأن يَضِلَّ أو يُضلَّ، أو متعلِّقاً بأمر الدنيا بأن يَظلم أو يظلم، أو متعلِّقاً بشأن المخالَطين والمعاشَرين بأن يزِلَّ أو يُزَلَّ أو يَجهلَ أو يُجهَل عليه، فاستعاذ من جميع هذه الأحوال بهذه الألفاظ البليغة والكلمات الوافية الدقيقة.
وقوله:"اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ" فيه تعوُّذٌ بالله من الضلال وهو ضِدُّ الهداية، وسؤاله تبارك وتعالى الإعاذة من الضلال متضمِّنٌ طلبَ التوفيق للهداية.
وقوله:"أن أضلَّ" أي: أن أضلَّ في نفسي بأن أرتكب أمراً يُفضي بي إلى الضلال، أو أقترف ذنباً يجنح بي عن سبيل الهداية.
وقوله:"أَوْ أُضَلَّ" أي: أن يضلنِي غيري من شياطين الإنس والجنِّ الذين لا همَّ لهم إلاَّ إضلالُ الناس وصدُّهم عن سواء السبيل.
وقوله:: "أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ" من الزلَّة، وهي العَثرة، وذلك بأن يهويَ الإنسانُ عن طريق الاستقامة، ومن ذلك قولهم: زلَّت قدَم فلان، أي: وقع من علوٍّ إلى هبوط، ويُقال: طريقٌ مزلَّة أي: تزلُّ عليه الأقدامُ ولا تثبت، والمراد هنا الوقوعُ في الذنب من حيث لا يشعر تشبيهاً بزلّة الرِّجل.
وقوله:"أَزِل" أي: من نفسي، وقوله:"أُزَلَّ" أي: أن يوقعنِي غيري في الزَّلَل.
وقوله:"أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ" من الظلم، وهو وضع الشيء في غير موضعه.
وقوله:"أو أَظلِمَ" أي: نفسي بإيقاعِها في الخطأ، وجرِّها إلى الإثم،