للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ندم مَن استخار ربَّه بعلمه المحيط بكلِّ شيء، واستقْدَرَه بقدرته الكاملة على كلِّ شيء، وسأله سبحانه من فضله العظيم.

وقولُ جابر رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلِّها كما يعلمنا السورة من القرآن" فيه دلالةٌ على شدَّة اهتمام النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء والمحافظة عليه والعناية به.

وقوله: "يقول لنا إذا هَمَّ أحدكم بالأمر" أي من الأمور التي لا يدري ما عاقبتها مثل السفر أو الزواج أو نحو ذلك، ولا استخارة في فعل الواجب أو ترك المحرم.

وقوله: "فليركع ركعتين من غير الفريضة" أي فليُصَلِّ ركعتين من غير الصلوات المفروضة، وذلك لتكون صلاتُه مفتاحاً له لنيل الخير، وسبباً لإجابة مطلوبه وتحقيق مرغوبه، ولم يأتِ في شيء من طرق الحديث تعيين قراءة معيَّنة من آي القرآن أو سورهِ لتقرأ في هذه الصلاة، ولذا يقرأُ المستخيرُ ما يسَّرَه الله له من القرآن دون التزام شيء معين.

وقوله: "ثم ليَقل" ظاهره أنَّ الدعاء يكون بعد الفراغ من الصلاة، أي بعد أن يسلِّم، ويحتمل أنَّ ذلك قبل السلام أي بعد الفراغ من أذكار الصلاة ودعائها والأَوْلى الأول؛ أي: أن يكون الدعاء بعد السلام، والأفضلُ أن يرفع يديه عند الدعاء؛ لأنَّ رفعَهما من أسباب إجابة الدعاء.

ومَن كان لا يحفظ الدعاءَ، وقرأ من كتاب فلا حرج عليه، وعليه أن يجتهد في إحضار قلبه والخشوع لله والصِّدق في الدعاء، والتأمل في معاني هذا الدعاء العظيم، ومن لم يكن حافظاً للدعاء وليس بحضرته كتابٌ واحتاج إلى الاستخارة فإنَّه يصلِّي ركعتين ويدعو بما تيسَّر له من معاني طلب الخيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>