للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "اللَّهمَّ إني أستخيرك بعلمك" أي: أطلب منك يا الله أن تختار لي الخيرَ من الأمور والأرشدَ منها بعلمك المحيط بكلِّ شيء، بما كان وبما سيكون وبما لَم يكن لو كان كيف يكون.

وقوله: "وأستقدرك بقُدرتك" أي أطلب منك أن تقدرني عليه بقدرتك على كلِّ شيء.

وقوله: "وأسألك من فضلك العظيم" أي أطلب منك يا الله أن تكرمَني بفضلك وتَمُنَّ عليَّ بعطائك، لأنَّك أنت المتفضِّلُ وحدَك والمنْعِمُ لا شريك لك.

وقوله: "فإنَّك تقدِرُ ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علاَّم الغيوب" فيه الإيمانُ بقدرة الله على كلِّ شيء وبكلِّ شيء، وأنَّه لا يعزب عن علمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، والاعترافُ بضعف العبد وعجزه وافتقاره إلى سيِّده ومولاه.

وقوله: "اللَّهمَّ إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر" ويُسَمِّيه بعينه إن كان زواجاً أو بيعاً أو سفراً أو غيرَ ذلك.

وقوله: "إن كنت تعلم" يرجع إلى عدم علم العبد بعاقبة أمره، وأمَّا الرَّبُّ سبحانه فعلمُه محيطٌ بكلِّ شيء.

وقوله: "خيرٌ لي في دينِي ومعاشي وعاقبة أمري" قدَّم الدِّين؛ لأنَّه الأهمُّ، فإذا سَلِمَ الدِّين فالخيرُ حاصلٌ، وإذا اختَلَّ فلا خير بعده.

وقوله: "أو قال عاجل أمري وآجله" هذا شكٌّ من الراوي، وهما يؤدِّيان للمعنى السابق.

وقوله: "فاقدُرْه لي ويَسِّره لي" أي اجعله لي مقدَّراً وميَسَّراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>