في رأس نخلة إذ أقبل ابن عمّ لسيدي فقال قاتل الله بني قيلة قد اجتمعوا على رجلٍ بقباء قدم عليهم من مكّة يزعمون انّه نبيّ فأخذتني العرواء والانتفاض ونزلت عن النخلة وجعلت استقصي في السؤال قال فما كلمني سيدي كلمة بل قال أقبل على شأنك ودع ما لا يعنيك قال فلما أمسيت أخذت شيئاً كان عندي من التمر فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلغني أنك رجل صالح وأن لك أصحاباً غرباء ذوي حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم [F؟ ١٧٦ v؟] فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا وأمسك فقلت في نفسي هذه واحدة وانصرفت فلما كان من الغد أخذت ما كان بقي عندي من التمر فأتيت به وقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هديّة منى فقال صلعم كلوا وأكل معهم فعلمت أنه هو فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال ما لك فقصصت عليه القصة فأعجبه ثم قال يا سلمان كاتب صاحبك فكاتبته على ثلاثمائة نخلة أحييها بالفقير [١] وأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال يا سلمان اذهب ففقّر لها ثم اذّنّى