وله الوحش في الجبال تراه ... في حقاف وفي ظلال الرمال
[١٦] يعني أنّ من مخافته هُوِدّت اليهود وحبست الرهبان أنفسها في الصوامع ومن دلائله عرفت الوحوش منافعها ومناكحها وليست بذات عقول مميّزة وإنَما يعرفه كلّ واحد بمقدار فهمه وكيفيّة استدلاله وأنشدني النهريبندي في جامع البصرة [طويل]
ولو حل أقطار السماوات عاقلٌ ... أو احتل في أقصى بلاد تباعد
ولم ير مخلوقاً يدل على هدىً ... ولم يأته وحى من الله قاصد
ولم ير إلاّ نفسه كان خلقها ... دليلاً على بار له لا يعاند
دليلاً على إبداعها واختراعها ... منيراً على مرّ الدهور يشاهد
وفي هذا المقدار مقنَعٌ وبلاغ لمن ناصَح نفسَه وأعطى النَصفة وجانب الجحود والعنود وَمن لَمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَما لَهُ من نُورٍ ٢٤: ٤٠ وإذا صحّ إثبات الباري ووجود الصانع فلنقل الآن في صفاته