فذهب سابق إليهم فأخبرهم بخبر أبي حميد فخشوا وهابوا وقالوا لا نأمن إن أظهرنا حميداً على أمرنا أن يقتلنا أبو سلمة لأنه كان يحذرهم الخروج فقال أبو العباس إلى متى نحن في خفية وقد أوعدنا أبو هاشم أن الأمر صائر إلينا فهات أبا حميد فخرج سابق إلى أبي حميد فجاء به فلما بلغ الدار قال له سابق ألق عنك سلاحك وسوادك فإنهم يهابونك فألقى سلاحه ثم دخل فلما رأى شيعتهم سلّم عليهم ووقف وقال من إبراهيم الإمام منكم قالوا ذاك قد مضى لسبيله فاسترجع وترحم عليه وعزاهم عنه ثم قال من ابن الحارثية منكم فأشاروا إلى ابن العباس فسلم عليه بالخلافة وقبل الأرض بين يديه وقال هذا إمامكم وخليفتكم وخرج فأخبر القواد والنقباء فأسرعوا إليه وسروا به وسلموا عليه بالخلافة وبلغ الخبر أبا سلمة فانتقض عليه تدبيره وجاء فاعتذر وقال إنما أردت بما فعلت الخير فقال له أبو العباس قد عذرناك غير معتذر حقك لدينا معظم وسالفتك في دولتنا مشكورة وزلتك مغفورة فارجع إلى معسكرك لا يدخله خلل،،،