عظمه ومنها دعاؤه لما استسقى وهو على المنبر يوم الجمعة فرفع بيديه فما رجعهما حتى هطلت السماء فأرسلت إلى الجمعة القابلة فسألوه أن يدعو ربه فقد انقطعت السابلة وانهدمت البيوت فقال حوالينا ولا علينا قال أنس فتقور ما فوقنا كأننا في إكليل وكم مثل هذا [١] لا يحصى مما وردت به الأخبار الصادقة من ذلك،،،
[دلائل نبوته من القرآن]
أولها نفس القرآن ونظمه معجزة له ألا ترى كيف حداهم إلى معارضته ودعاهم إلى مناقضته بقوله فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ١١: ١٣ وقال تعالى فَأْتُوا بِسُورَةٍ من مِثْلِهِ ٢: ٢٣ ثم قال قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ١٧: ٨٨ فجعل القرآن له آية باقية ودلالة قائمة يقوم به الحجة على كل من سمع القرآن وعرف اللغة والبيان وهو من المعجزات التي أيد الله بها رسوله ودل بها على صدقه وصحة نبوته ومنها قوله آلم غُلِبَتِ الرُّومُ في أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ من بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ في بِضْعِ سِنِينَ ٣٠: ١- ٤ فكان كذلك ومنها قوله سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٥٤: ٤٥