شهوتَه فهو خير [٣٤] من الملائكة ومن غلب شهوتُه عقلَه فهو شرٌّ من البهائم واحتجّ بعضُ المتأخّرين بقول شاعر يمدح ابن موسى الرضا ويقال هي لأبى نواس [خفيف] قيل لي أنت أوحد النّاس في كلّ مقالٍ من الكلام النَبيهِ
لك من جيدَ الكلام نظامٌ ... يُجتَنَى الدُرُّ من يَدَي مُجْتَنِيهِ
فلماذا تركتَ مَدْحَ ابن موسى ... والخصالَ الّتي يجمعْنَ فيهِ
قُلْتُ لا أَهتدي لمدح إمامٍ ... كان جبرئيل خادماً لأبيهِ
[ذكر ما جاء في الحجب]
أعلم أنّ الحجاب لا يوجب حدًّا على الإرسال لأنّ الله محجوب عن خلقه ولا يطلق القول بأنه محدود لأنّ الحجاب يحتمل وجوهاً من المعاني وروى وهب بن أبي سلام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل احتجب الله بشيء عن خلقه غير السموات فقال نَعَمْ بينَه وبين الملائكة الذين هم حملة العرش سبعون حجاباً من نور وسبعون حجاباً من نار وسبعون حجاباً من ظلمة حتّى عدّ خمسة عشر وفي حديث المعراج فانتهيتُ إلى بحر من بحر أخضر فنودي ان ارج محمّدا في النور رجا وذكر عدّة بحار من أنوار ومن المسلمين من يستعظم