كتاب البدء والتاريخ

الفصل الخامس عشر في ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومنشاه ومبعثه إلى هجرته - خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف - ج: 4 - ص: 155

وبالغوا في الأذى وكان أشدّهم عليه عمه أبو لهب عليه اللعنة وأبو جهل وعقبة وأبي بن خلف فمنهم من يقدر ببابه ومنهم من يطرح الأذى في برمته إذا نصبت ومنهم من يطرح رحم الشاة إذا سجد على ظهره ومنهم من يطأ برجليه على عنقه ومنهم من يذر التراب على رأسه ومنهم من يبزق في وجهه وجعلوا يستهزءون به ويتضاحكون منه ورسول الله صابر محتسب على الأذى ثمّ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يستنصر،،،

خروج النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الطائف

قالوا وخرج مع زيد بن حارثة على حمار من هذه الدناية [١] يلتمس النصر والمنعة وأقام بها عشرة أيام فلم يدع أحدا من أشراف ثقيف إلا جاءه وكلمه وكانت رؤساء ثقيف ثلاثة أخوة عبد ياليل بن عمرو وحبيب ابن عمرو ومسعود بن عمرو فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم [٢] أن يمنعوه حتى يبلغ من الله عز وجل أمره فقال أحدهم انا امرط ثياب الكعبة إن الله أرسلك نبيا وقال الآخر أما وجد الله أحدا يرسله غيرك وقال الثالث والله لا أكلّمك أبدا

---

[١] . كذا في الأصل enmarge: بن الدناية MS.
[٢] . وسألوهم Ms.