فلما بلغ أبو مسلم الحيرة تلقاه أبو العباس في بني هاشم وسائر القواد من العرب والموالي وبالغ في إلطافه وتكرمته وشكر صنيعه وأشار أبو جعفر عليه بقتله فقال أبو العباس يا أخي قد عرفت بلاءه عندنا وقيامه بأمرنا وسابقته في دولتنا قال إن في رأسه وإنما بلغ ما بلغ بدولتنا وأيامنا فتغد به قبل أن يتعش بك قال وكيف الحيلة فيه قال إذا دخل عليك فاشغله بالكلام حتى آتيه من ورائه فأضربه عنقه قال دونك فاصنع ما أنت صانع ودخل أبو مسلم للسلام فأخذ أبو العباس يسأله عن وقائعه وحيله إذ أدركته حالة صرفته عما هم به فقال لبعض شاكريته قل لأبي جعفر لا يفعل ذاك ثم قال لأبي مسلم لولا أن أبا جعفر ولى ابن أخيه أميراً على الحاج لكنت أنت فخرج أبو جعفر وأبو مسلم بتقدمته حتى إذا بلغ صفينة موضعاً بين البستان وذات عرق بلغه خبر وفاة أبي العباس فسار حتى حج بالناس وأقبل منصرفاً الى الحيرة،،،
ذكر خروج عبد الله بن علي على أبي جعفر
ولما مات أبو العباس ادعى الخلافة عبد الله بن علي وبايعه أهل الشام والجزيرة وذلك أن أبا العباس لما ظهر أمره وضع سيفاً وقال من تقلد هذا