الجوهر لا ينفك منها لأنها الدليل الظاهر على الحدث والحادث والاختراع ونسأل الله التوفيق والتسديد وأن يعصمنا برحمته ويزيدنا بصيرة في طاعته،
القول على أهل العنود ومبطلي النظر،
أقول أن طائفة من الجاحدين سماهم السوفسطانية معنى هذه اللفظة عندهم المموّهون الممخرقون وقد سماهم ارسطاطاليس الملحدين أبطلوا العلوم كلها رأساً وزعموا أن لا حقيقة لشيء من العلوم والمعلومات فأنكروا موجود الحواس ومعقول البدائه ومستنبطات الاستدلال وزعموا أن الأشياء على الخيلولة والحسبان وكما يراه النائم في المنام وقد أعرض كثير من الناس عن مناظرتهم وعيت على من اشتغل بالرد عليهم لأن ما أنكروه ضرورة المشاعر والبدائه التي يستغنى فيها عن الدليل لأنها أصل العلوم ومتى ذهب ذاهب يدل على صحته فقد أوجب الدليل لما لا يحتاج فيه حتى يقوده ذلك الى ما لا نهاية له وناقضهم من ناقضهم مرئي [١] العامة فساد مذهبهم فقال الحس أوجدكم [١١] ما تدعون أم النظر