فأخذوا اثني عشر إنساناً ورحلهم كلهم إلى الكوفة وحبسهم في بيت ضيق لا يتمكن أحدهم من مقعده يبول بعضهم على بعض ويتغوط لا يدخل عليهم روح الهواء ولا يخرج عنهم رائحة القذر حتى ماتوا عن آخرهم فخرج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة وجمع الجموع وفرض الفروض وتسمى بالمهدي فبعث إليه أبو جعفر عيسى بن موسى وحميد بن قحطبة بن شبيب في الخراسانيّة وحاصروا المدينة أياماً وواقعوهم مراراً ثم خرج محمد بن عبد الله وقال لأهله إن قطرت السماء قطرة فأحرقوا الديوان فأنى مقتول وواقف القوم وقال يا أهل فارس يعني الخراسانيّة اخترتم الدينار والدرهم على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب فانتقضت الخراسانيّة وخاف عيسى بن موسى الخلاف فنادى حميد بن قحطبة بن شبيب الطائي إن كنت محمد بن عبد الله فأنا حميد بن قحطبة بن شبيب الطائىّ مسلمان كشند فحملوا عليه حملة واحدة فقتلوه وحزوا رأسه من أصل رقبته معلقاً به أحشاءه وما يتصل به وحملوه إلى أبي جعفر قالوا ولما خرج محمد بن عبد الله هاجت سحابة فمطرت فأحرق الديوان،،،