للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإطلاق حادثاً بالإطلاق فإن قيل أليس لم نشاهد والأجسام مقارنة لحوادث إلا وقد كانت موجودة قبلها مقارنة لحوادث غيرها فهلا زعمتم أن ذلك سبيلها وأنها لم تزل كذلك قبل هذا غير واجب لأنا وإن كنا حكمنا بأن الأجسام التي شاهدناها كانت متقدمة للحوادث المقارنة لها مقارنة لغيرها فلم نحكم بذلك من طريق الوجوب ولا لأن الجسم إنما كان جسماً موجوداً لأنّه لا بدّ من أن يكون متقدماً للحوادث المقارنة لها مقارناً لغيره لأن هذا حد [١] الجسم وحقيقته بل إنما حكمنا بذلك لأنا لم نشاهد جسماً حدث في وقت مشاهدتنا له ولأنه صح عندنا بالخبر والدليل أن هذه الأجسام التي شاهدناها قد كانت موجودة قبل مشاهدتنا لها وصح أن الجسم لا يخلو من حادث ولو أنا شاهدنا جسماً في وقت لم نشاهده قبله ثم لم يقم لنا دليل على أنه كان موجوداً قبل تلك الحال ولا خبر صادق بذلك لما حكمنا بأنه قد كان موجوداً قبل الحوادث المقارنة له مقارناً لغيرها بل كنا نخبر [٢] ذلك ونخبر [٣] ان لا يكون سبق ما


[١] . أحد Ms.
[٢] . بحير Ms.
[٣] . بحر Ms.

<<  <  ج: ص:  >  >>