حبس السرافيل الصوافي تحته ... لا واهن منهم ولا مستوغد
رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال عليه السلم صدق هكذا الرواية والله أعلم بصدقها وقد يستدرج أهل الزيغ الأغمار من الأحداث بالأول والثاني والثالث والرابع يعنون بالأول القلم وهو عندهم العقل وبالثاني اللوح وهو عندهم النفس وبالثالث العرش وهو عندهم الفلك المستقيم والضابط للأفلاك وبالرابع الكرسي وهو فلك البروج عند بعضهم لأن المنجمين مختلفون في هذا التقسيم والملائكة الّذين هم حملة العرش الأركان الأربع وهذه الأشياء عندهم لم يزل ولا يزال فكيف يصح الخبر عنها بالأول والثاني والثالث لأن كلها أوائل عندهم كما يزعمون وما الفرق بينهم وبين من عارضهم من المشبهة بأن العرش ممهد والكرسي مستقر القدمين مع وفاق ظاهر اللفظ لتأويلهم لبعده عن تأويل الزائغين لأنا لم نجد شيئاً في كتب المنجمين وأهل الطبائع بأنهم سموا العقل قلماً والنفس لوحاً والفلك عرشاً يعرفونها بأسمائها المشهورة عند سامعيها ونعوذ باللَّه من الخذلان والحرمان وسوء الاختيار والعجز عن إتباع الحق،