زمان تخفق [١] أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما لبثوا أحقاباً وعن الشعبي جهنم أسرع الدارين خراباً وعن عمر رضي الله عنه وأرضاه لو لبث أهل النار في عدد رمل عالج لكان لهم يرجون واحتجوا بأشياء من باب التعديل ولم يختلفوا في بقاء الجنة على الأبد وقالوا آخرون أنهما مؤبدتان دائمتان لا تفنيان ولا تزولان واحتجوا بأنه لم يكن لنعم الله انتهاء وجب أن لا يكون لنقمه انقضاء ورووا عن الأوزاعي أنه ذكر هذه الروايات التي احتج بها الأولون وقال قد كان الناس يرجون لأهل النار الخروج عند قوله خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ١١: ١٠٧ وقوله لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ٧٨: ٢٣ فلما نزلت في المائدة وهي آخر ما نزل في القرآن يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا من النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ ٥: ٣٧ علموا أنها لا تفنى أبداً فإن قيل كيف يجوز على الحكم العدل أن يعاقب على جرم منقض بعقوبة غير منقضية قيل هو الجزاء على السواء وكما أنه لم تقصر مدة عمره على الكفر في دار الدنيا وجب أن لا يقصر عنه العذاب مدة عمره في الآخرة