البرهان أن العقل هو القوة التي بها يقدّر الإنسان على الفكرة والتمييز وبها يلتقط المقدّمات من الأشياء الجزئيّة يؤلف منها القياسات وقال في كتاب الأخلاق أن العقل هو ما يحصل في الإنسان بطريق الاعتياد من أنواع الفضائل حتّى يصير له ذلك خُلقاً وملكة متمكنة في الناس وقال في كتاب النفس بخلاف هذا وقسّمه إلى ثلاثة أقسام إلى العقل الهيولاني والعقل الفعّال والعقل المستفاد وفسّره لاسكندر [١] فقال إن العقل الهيولاني هو ما يوجد في شخص الإنسان من إمكان التهيؤ لتأثير العقل الفعّال وان العقل المستفاد [٦] هو المصوَّر والعقل الهيولاني بمنزلة العنصر وان العقل الفعّال هو المخرج للعقل المستفاد على الوجوه بالفعل وزعم بعضهم أن العقل هو النفس وبعضهم يقول هو البارئ جلّ جلاله مع تخليط كثير منهم في هذا الباب وممّا توارثناه عن الأسلاف قولهم العقل مولود والأدب مستفاد وإنما سمّاه بعضهم باسم أفعاله فلا يضايقه بعد أن أتى المعنى المطلوب منه ألا ترى انه يقال لكتب المتّصفين أخبار الأوائل والأشعار أنها عقولهم والمعنى نتائج