كفاً وأحسن الناس صدراً وأصدق الناس لهجةً وأوفى الناس ذمةً وألينهم عريكةً وأكرمهم عشرةً من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه لم يكن قبله ولا بعده مثله، هذا رواية علي كرم الله وجهه وهو أعلم به من غيره وقد فسر أبو عبيد [ة] غريب ما في هذا الخبر وروى ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت إذا وصفت النبي صلى الله عليه وسلم قالت كما قال أبو طالب عمه [طويل]
يلوذ به أفناء فهر بن مالك ... فهم عنده في نعمة وفواضل
وكان أصحابه يتعرّفون فيه قول حسّان بن ثابت [بسيط]
تاللَّه ما حملت أنثى ولا وضعت ... مثل النبي نبي الرحمة الهادي
ولا برى الله خلقا من خلائقه ... أوفى بذمة جار أو بميعاد
وروى عوف عن الحسن عن عائشة أنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه كما جاء في القرآن وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٦٨: ٤ وروى الزهري عن عروة عن ابن عباس أنه قال في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خلائق وأجودهم كفاً ولقد دخل مكة عنوة